ليليانا أبو جبارة : والدي ساهم في تطور مستواي ولن أتقدم خطوة واحدة بمفردي
تشرين الاول 27, 2017
الأولى عربياً في كرة السلة 3X3 تتحدث عن مسيرتها ومستقبلها
مارست ليليانا أبو جبارة الكثير من الرياضات الفردية لكنها لم تقتنع في إيٍ منها ، حتى جاء الدور على كرة السلة والتي جعلت "ليليانا" تقتنع بها كرياضة جماعية وتستمتع بها من خلال اللعب مع زميلاتها فقررت التركيز على هذه الرياضة ومارستها بشغف حتى وصلت إلى مرحلة متقدمة فيها مما جعلها واحدةً من أفضل اللاعبات الأردنيات في الوقت الحالي.
تحدثنا مع ليليانا وسألناها عن بداياتها مع كرة السلة فأجابت " بدأتُ بممارسة الرياضة في سن السادسة وجاء هذا القرار من أسرتي لكي استغل طاقتي في هذا العمر بالمكان المناسب ، فلعبت أكثر من رياضة ، منها السباحة ، الجمباز ، الكراتيه ، التايكواندو وكرة السلة أيضاً".
وأضافت :" لكني شعرت أن رياضة كرة السلة هي المناسبة لي أكثر من الرياضات الاخرى والسبب بذلك هي أنها رياضة جماعية تتطلب من أعضاء الفريق بأكمله الاجتهاد لكي تحقق هدفك والذي لا يمكن أن تصل إليه بمفردك ، لذلك قررت المواصلة في رياضة كرة السلة لأنني شعرت بحماسٍ أكبر مع زميلاتي في الفريق".
"كان لوالدي (يرحمه الله) فضلاً كبير في جعل رياضة كرة السلة مرتبطة بي ، فقد كنا نذهب سوياً إلى الملعب ونتدرب على السلة وهذا ساهم في تطور مستواي ببداية مسيرتي ، لقد كان والدي دائماً مصدراً للإلهام والحماس بالنسبة لي وسيبقى كذلك ، أمي أيضاً تقوم بأعمال عظيمة لي شخصياً وهي تحرص على تجهيز الطعام الذي يناسب برنامجي الغذائي ، لهذا السبب أُريد مواصلة التطور وتحقيق أهدافي لكي تبقى أسرتي تشعر بالفخر بي دائماً".
قدرة ليليانا على مواجهة الصعاب واجتياز التحديات ظهرت في العديد من المراحل الحياتية لهذه اللاعبة الشابة ، ففي عام ٢٠١٥ تعرضت ليليانا لحادثٍ في أحد المصاعد نجم عنه تعرضها لإصابة بليغة في قدمها وهو ما أثر عليها معنوياً كذلك وغابت عن التدريبات لأكثر من خمسة أشهر ، لكن رغم ذلك عادت "ليليانا" إلى الملاعب وقررت الاستمرار بدعم من والدتها ومدربيها وهذا دليل على العزيمة القوية التي تمتلكها هذه اللاعبة البالغة من العمر ٢٠ عاماً وهو سلاحها في المباريات والبطولات التي تشارك بها.
نجحت ليليانا مؤخراً في احتلال المركز الأول عربياً في تصنيف لاعبات كرة السلة 3X3 لتحت ٢٣ عاماً والثامنة على مستوى القارة الآسيوية في مؤشر قوي على تطور هذه اللاعبة الشابة.
" هذا المركز المتقدم عربياً وآسيوياً لم يأتي بسهولة ، فقد تدربت لفتراتٍ طويلة وكنت دائماً جادةً في البطولات التي اشترك بها ، لكن لم يكن هذا الانجاز سيتحقق لولا دعم المدربين وثقتهم الكبيرة بي ، والآن طموحي أصبح أكبر وأُريد مواصلة العمل بجد لكي اتقدم على المستوى الدولي لكن يبقى تحقيق انجاز مع منتخب بلدي هو الخيار الأول بالنسبة لي لأنني كما قلت ، أنا ألعب رياضة جماعية ولن اتقدم خطوة واحدة إلى الأمام بدون فريقي".
بعد إدراج رياضة كرة السلة في برنامج الرياضات بدورة الألعاب الأولمبية الصيفية المقبلة ، طوكيو ٢٠٢٠ ، بدأ حلم ليليانا يتضح في سعيها نحو قيادة منتخب السيدات إلى الأولمبياد رفقة زميلاتها في المنتخب الوطني.
وتقول ليليانا فيما يخص ذلك :" على كل لاعبة تعشق كرة السلة خاصةً 3X3 أن تشارك في البطولات الكثيرة التي تنظمها لجنة كرة السلة 3X3 ، هذه البطولات تساهم في رفع مستوى اللاعبات وبالتالي يصبح هنالك خيارات عديدة للمنتخب الوطني الذي سيكون بمقدوره المشاركة في الأولمبياد لكن لتحقيق ذلك يجب أن نؤمن بقدراتنا ونقول يومياً (نستطيع فعل ذلك) ونتدرب بجد للوصول إلى هذا الحلم الكبير".
رياضة كرة السلة 3X3 بدأت مؤخراً في الانتشار على نطاق واسع عالمياً وباتت تحظى بزغم جماهيري وإعلامي كبيرين وهذا الانتشار كان له نصيب أيضاً في الأردن من خلال اقامة العديد من البطولات على مدار العام وتشجيع الشبان من كلا الجنسين على ممارسة هذه الرياضة والمشاركة في البطولات التي تنظمها لجنة كرة السلة 3X3.
سألنا ليليانا – التي تدرس تخصص هندسة مدنية في الجامعة الأردنية – عن ملهمها وقدوتها من بين لاعبي كرة السلة ، كنا نتوقع أن يكون الاسم ، مايكل جوردن أو كريم عبد الجبار أو ليبرون جيمس أو على شاكلة هذه الأسماء الأسطورية في كرة السلة العالمية لكن المفاجأة كانت حاضرة بإجابة ليليانا، عندما قالت أن قدوتها هو "سام دغلس" واحد من أفضل اللاعبين في تاريخ كرة السلة الأردنية ومدرب منتخب الرجال حالياً.
" كل شخص يعرف ليليانا منذ صغرها يدرك تماماً من يُلهمها في كرة السلة ، هو سام دغلس ، فقد كنت اتابعه دوماً ومعجبةً جداً بأسلوب لعبه فقد كان ذكي جداً في الملعب ويحمس زملائه ويرفض الخسارة ، وأنا محظوظة جداً الآن كون "دغلس" يشرف على تدريباتي ودائماً انتظر بفارغ الصبر الحصة التدريبية الذي يتواجد فيها سام دغلس هذا اللاعب والمدرب الكبير في كرة السلة الأردنية فكل كلمة يقولها لي اعتبرها كنزاً لما يتمتع به من خبرة كبيرة ورغبة في تطوير كافة لاعبي كرة السلة في الأردن".
لم تخفي ليليانا في نهاية حديثها برغبتها في الاحتراف خارج الأردن مؤكدةً رغبتها في مواصلة اللعب والسعي دوماً نحو التطور وتقديم كل ما بوسعها للمنتخب الوطني سواء في كرة السلة الاعتيادية أو كرة السلة 3X3 وقيادته إلى أقوى البطولات والمنافسة بقوة على الألقاب.