مثقال العبادي ، هل يتمكن من الوصول الى طوكيو وتحقيق حلمه الأولمبي ؟
كانون الاول 03, 2016
" لن يكون طريقي لطوكيو مستحيلا ، والصعب كلمة ليست في قاموسي"
بحروف ممتلئة بالحماس ، وطموحات لا تعرف الحدود، بدأت عدائنا الأولمبي حديثه الذي لا يقل شغفا عن لاعب يشق طريقه في الرياضة ، ف صاحب ال 32 عاما لديه الكثير ليقدمه للوطن.
مثقال معروف أبو ضريس ، أحد أفراد القوات المسلحة واللاعب الذي مثل الأردن في دورتين ألعاب أولمبية بدأ ممارسته للرياضة في عام 2000 وقال " بدأت كلاعب مسافات طويلة ومتوسطة ، وكنت أنافس على مستوى المدارس حتى حققت الميدالية البرونزية على المستوى العربي لبطولات المدارس."
لم ينتظر مثقال كثيرا حتى يعلن نفسه لاعبا في المنتخب الوطني ، ففي عام 2001 بدأ مثقال بتمثيل المنتخب في منافسات الجري للمسافات الطويلة والمتوسطة وحقق انجازات على المستوى الاقليمي.
" لقد كانت الرياضة تمثل حياتي ، حققت العديد من الانجازات في ذلك الوقت ولطالما حلمت بأن أتواجد في محفل رياضي كبير لتمثيل الأردن ، لم أكن وقتها أدرك أن احلامي ستكون حقيقة مع اقتراب عام 2012 في لندن!"
وفي عام 2012 ، وقبل بدء الألعاب الأولمبية أدرك مثقال أن أمامه فرصة التواجد ضمن الفريق الأولمبي الأردني ، وقبل أن يغزل حلمه كان مثقال ضمن المشاركين في ماراثون ستوكهولم الدولي والذي أعلن انطلاقة مثقال الفعلية.
" لقد كان واحد من أقوى الماراثونات العالمية ، وشارك به أبطال اللعبة من القارة العجوز ، عزمت على الوصول وحقق المركز الأول فيه ، انها لحظة مميزة لن تنسى بالنسبة الي ، فقد كان فوزي بمثابة تذكرة العبور للتواجد الأولمبي في لندن خصوصا بعد تحطيمي 4 أرقام أردنية متتاليه في ماراثون مراكش الدولي."
ويؤكد مثقال أن مشاركته في أولمبياد لندن أكسبته الثقة والخبرة الأكثر لأن التواجد في دورة الألعاب الأولمبية هو أمر "استثنائي" على حد قوله.
وعن تجربته بالتواجد في ريو وللمرة الثانية في الألعاب الأولمبية أكد مثقال أنه حلم بالتواجد في ريو لحظة انتهاء أولمبياد لندن وكان قد عزم على تحقيق مركز متقدم الا أن التدريب المتقطع حال دون ذلك.
" قد لا أكون حققت اجازا في ريو ، ولكن الانجاز الأكبر بالنسبة لي كان تمثيل الأردن والحرص على تواجد العلم الأردني ضمن قاطرة المشاركين ، لقد كان حديث صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن الحسين حماسيا ومؤثرا بكل اللاعبين ، لقد كان الداعم الأول لكل لاعب أثناء تواجدنا في ريو."
العبادي ، الذي أصبح يسابق الزمن ويعرج على كل سنة بطموح أكبر وأكبر لم يخفي أنه يعد العدة للتواجد في أولمبياد طوكيو 2020 ، بالمهمة بالنسبة له صعبة وليست مستحيلة وحتى وان كان بعمر ال 36 بحلول طوكيو الا أنه مازال يؤمن بقدرته في تحقيق مركز متقدم وتمثيل الأردن.
" قد يعرج البعض على القول بأن العمر سيحول دون مشاركتي ، الا أنني سأثبت عكس ذلك وسأحرص على رفع منسوب اللياقة والتحمل لدي ، وسسيكون عام 2018 حاضرا على ولادة شخص آخر بداخلي ، حيث أنني سأحرص على المشاركة في الألعاب الآسيوية وتحقيق انجاز يرفع من وتيرة تحضيراتي للتواجد في طوكيو ، سأكون جاهزا في ذلك الوقت."
وفي معرض حديثه عن أسباب محافظته على الرياضة أكد مثقال أنه شأنه شأن أي لاعب يفتقر الى الدعم المادي الكافي الا أن الانجاز برأي مثقال يأتي من الطموح وليس من الدعم المادي ، فمن أراد النجاح سينجح ولو بمثقال ذرة!
وأبدى مثقال العبادي سعادة جامحة بحل مشكلة الاتحاد الأردني لألعاب القوى بعد فترة التوقف التي جمدت العديد من المواهب الأردنية وأكد أن وقت عودة الاتحاد الى الواجهة جاءت في وقت مثالي.
" نعم انه الوقت المناسب ، حيث أن فترة التحضير للألعاب الأولمبية القادمة ستكون كبيرة وجيدة للاعداد ، وحتى في المشاركات الآسيوية ، سيكون لدى الاتحاد الوقت الكافي للنهوض من جديد بأم الالعاب الأولمبية والاستقرار على الأجهزة الفنية."
وعن رأيه بمستوى اللعبة في الأردن أكد مثقال أن جو تضاريس الأردن المناخية والجينات تلعب دورا كبيرا في البنية الجسدية التي تساعد الى حد كبير المواطن الأردني في ممارسة ألعاب القوى بشكل عام وقال:
" يوجد لدينا العديد من الخامات وخصوصا في المدارس ، لدينا طاقات كبيرة وذات طابع جسدي يساعد على صنع الأبطال."
وعند سؤاله عن مثله الأعلى في الحياة أكد مثقال أنه لطالما تفوق على ظروفه الصعبة التي واجهها منذ بدأ ممارسته للرياضة وأن عائلته المتمثلة بزوجته وأولاده كانوا دائما نقطة انطلاق كبيرة بالنسبة له لاسيما مع الدعم الذي كان يتلقاه منهم.
ولم يرد مثقال الخروج عن النص في حديثة موقع اللجنة حتى سمع باسم أحمد أبوغوش وانطلقت معه عباراة المديح بحق البطل الأولمبي الذي شاركه لحظة الفوز في ريو وقال:
" انه الانجاز "الاستثنائي" ، والشيء الذي سبب لي السعادة هو ايماني بأن انجاز أحمد أبو غوش سيشكل نقطة انطلاق وحافز قوي لكل رياضي الوطن في المستقبل القريب ، وسنشهد العديد من هم على شاكلته والذين سيقاتلون لرفع علم الاردن عاليا في سماء الاحداث العالمية."
وعن رياضة الماراثون أكد مثقال أنها واحدة من أصعب الرياضات في العالم ان لم تكن الأصعب حيث أن الرقم العالمي الأقل المسجل هو ساعتين ، وهو زمن ليس بالقليل بالنسبة للجهد البشري وكيفية توزيعه ، ومع ذلك فانها من أكثر الرياضات فائدة حيث اللياقة وتحريك كافة عضلات الجسد.
ولا تنفك المواقف الطريفة في الحدوث مع مثقال ، والذي أكد أنه وبرغم حصوله على المركز الأخير في ريو الا أنه وجد صاحب المركز قبل الأخير على شفا السقوط أثناء جريه في سباق الماراثون الأمر الذي دعاه على دفعه ومساندته الا أن وصل الأخير الى خط النهاية قبل مثقال. وهو من المواقف التي شكلت لحظة طريفة بالنسبة له.
وأكد أنه من محبي المنسف الأردني وأن هواياته بعيدا عن الرياضة تقتصر على الجلوس مع عائلته ومساعدتهم على ممارسة الرياضة.
مثقال الذي تنبى القول المأثور " قف على ناصية الحلم و قاتل " عبر عن شكره وتقديره لكل من سانده خلال مسيرته بدء من اللجنة الأولمبية الأردنية ممثلة برئيسها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن الحسين ، صاحب الرؤية الثاقبة والمحفزة لكل رياضي وأنه سيكون دائما عند حسن ظن الجميع به