مبادرة قصي
النهوض بواقع العلاج الطبي الرياضي في المملكة، هو هدف مبادرة قصي، المبادرة الملكية السامية التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، عام 2014، لتخليد ذكرى اللاعب الأردني قصي الخوالدة، الذي فقد حياته بسبب حادث مؤسف في أحد الملاعب الرياضيّة.
وتعتبر هذه المبادرة اليوم إحدى مبادرات مؤسسة ولي العهد، حيث تهدف إلى رفع جاهزية المعالجين والطواقم الطبيّة الرياضيّة في مجال تقديم الإسعافات الأولية السليمة للرياضيّين داخل الملعب وخارجه، وفقاً لأفضل الممارسات الدولية في هذا المجال وبالتعاون مع الاتحاد العالمي للتدريب والعلاج (WFATT). هذا ويتم تنفيذ المبادرة بالشراكة مع اللجنة الأولمبية الأردنية، بشكل يرفد أداء الرياضيين الأردنيين، ويقدّم الدعم لهم، لإحراز مزيد من الإنجازات الرياضيّة للأردن على الأصعدة المحليّة والعربية والدولية.
كما تسعى مبادرة قصي لتعزيز قيم الارتقاء بمستوى وأداء خبراء العلاج الرياضي في المملكة، وتنمية الخبرات وتقديم عناية طبية مثالية للرياضيين، بالإضافة إلى إنشاء برامج احترافية مميزة لتخريج خبراء علاج رياضي على درجة عالية من الكفاءة، لتوفير رعاية طبيّة للرياضيين الموهوبين والمميزين في المملكة.
كما تدعم المبادرة إصدار تشريع قانون جديد، من شأنه أن يضمن وجود خبير علاج رياضي مؤهل وكفؤ في النوادي الرياضية والاتحادات، لتفادي وقوع أي أخطاء أو حوادث مؤسفة خلال الفعاليات الرياضية المختلفة.
حققت مبادرة قصي الكثير من الانجازات رغم صعوبة المهمة التي تقوم بها وعدد التحديات، فتركت بصمة واضحة في مجال العلاج الطبي الرياضي والرياضة الأردنية بشكل عام. إذ خرّجت حتى اللحظة عشرات المعالجين الرياضيين المؤهلين، والقادرين على التعامل مع مختلف الحالات والإصابات الرياضية بدراية واحترافية. ولعبت مبادرة قصي دوراً فعّالاً خلال فعاليات دورة كأس العالم للسيدات تحت سن 17 سنة والتي أقيمت في الأردن مؤخراً، من خلال إنشاء مراكز طبية في المدرجات بالإضافة إلى مراقبة تعاطي المُنشّطات وتوفير فرق طبية للحالات الطارئة.
إضافة إلى الإنجازات المحلية، تمكن القائمون على المبادرة من ترك بصمة واضحة في الميادين الرياضيّة العالمية، من خلال المشاركة في عدّة فعاليات مثل الدورة الرابعة من ألعاب التضامن الإسلامي التي أقيمت في باكو عام 2017، والدورة الثانية من بطولة آسيا للرياضيين الشباب في 2017 والتي أقيمت في بانكوك، حيث عملوا على تشخيص الإصابات وتقديم الدعم والمتابعة لمن احتاج لها من المشاركين، وتكللت تلك الجهود بإنقاذ حياة اثنين من اللاعبين، تعرضوا لإصابات كادت أن تودي بحياتهم.
وتستمر مبادرة قصي بالمضي قدماً وبذل كافة الجهود لتحسين أوضاع منظومة العلاج الطبي الرياضي في المملكة وتحسين الظروف الرياضية، وذلك من خلال التعاون والمشاركة مع عدد من الجهات المحلية مثل اتحاد العلاج الرياضي، واللجنة الأولمبية الأردنية، ووزارة الصحة، ووزارة الشباب، وعدد من الاتحادات الرياضية الأردنية.