بطلة القفاز النسوي ، الملاكمة ريم الشمري
ايلول 08, 2016
قد تختلط الحروف بالكلمات ، وتبدع في وصف الأشخاص الذي وضعوا أمان نصب أعينهم أهدافا وحاربوا لكي يحققوها ، موقع اللجنة الأولمبية التقى بالملاكمة الأردنية ريم الشمري صاحبة الحضور القوي على حلبات القتال والطامحة في أن تكون الرقم الأردني الصعب في رياضة احتكرت منذ مدة ليست بالقصيرة على الرجال ، وتؤكد سفيرة الملاكمة النسوية صاحبة ال 26 عاما أنه مازال في جعبتها الكثير لتحققه وتنجزه.
بدأت ريم مسيرتها في الرياضة كلاعبة ألعاب قوى وكانت تمارس رياضة الكراتيه كهواية لها ، لم تدرك أن مساق جامعي سيقلب حياتها رأس على عقب وقالت " كنت أدرس التربية الرياضية وأنزلت مساق يتحدث أكثر عن رياضة الملاكمة ، كان دكتور المساق يقلل من شأن الفتاة في ممارسة هذه الرياضة ومن هنا بدأ التحدي ، فقررت أن أمارسها عام 2009."
وأكدت ريم أن ممارستها لألعاب القوى لم تأثر على تمارين الملاكمة حيث كانت تتدرب ع المشي الرياضي في الصباح وتتجه في المساء لتدريبات الملاكمة التي بدأت تسيطر على قلب ريم والتي وجدت نفسها فيما بعد عاشقة للقفازات. " انها رياضة تهذب النفس ، الناس لديهم فهم خاطئ عندا يتعلق الأمر بممارسة الفتاة لمثل هذه الرياضة ، انها رياضة استثنائية."
ريم التي شاركت في ماراثون البحر الميت عام 2011 وحققت المركز الرابع على العرب أكدت أن المشاكل التي بدأت تعصف باتحاد ألعاب القوى كانت سببا في تفرغها لرياضة الملاكمة وقالت " في عام 2012 ، شاركت في دورة الألعاب العربية في الدوحة وأحرزت المركز الرابع في منافسات المشي الرياضي ، كنت أيضا أحب هذه اللعبة ولكن النداء الأخير كان للقفازات !."
وعن التحديات التي واجهتها أثناء مسيرتها ، قالت صاحبة شهادة الماجستير في التربية الرياضية أن اضطرت بالابتعاد عن الملاكمة لمدة سنتين بعد أن شكل الحجاب حاجزا في مشاركتها في في ذلك الوقت لا سيما بعد الحادثة التي تعرضت لها لاعبة المنتخب سابقا براءة العبسي ، ناهيك أيضا عن ضعف اهتمام الاتحاد بالمنتخب النسوي الا ان ريم ضلت متمسكة في رياضتها وكانت تدرب بقوة في المركز الرياضي الخاص فيها وقالت " عندا تحب الرياضة ، لا توجد قوة تمكن أن تسلبك حبك لها وهذا اختصار عشقي لرياضة الملاكمة."
التغير بدأ منذ عام 2016 وتحديدا بعد تسلم المدرب الجزائري للمنتخب الوطني للملاكمة عز الدين عقون التدريب ، حيث أكد المدرب على ضرورة اعادة تشكيل المنتخب النسوي وتحدثت ريم قائلة " وردني اتصال من المدرب عن التحاقي مجددا بالمنتخب الوطني ، لقد كان اتصال استثنائيا أغمرني بالسعادة وخصوصا أن الاتحاد وضع خطة خاصة للملاكمة النسائية وهذا ماكنا نحتاج اليه."
مشاركتها القليلة في عام 2016 أثبتت فيها لاعبتنا الشمرية أن مستواها لا يقل عن نظيراتها في القارة الصفراء برغم قصر فترة الاعداد فكان معسكر المغرب أول محطة لها وشاركت في التصفيات التأهيلية الى دورة الألعاب الأولمبية ريو 2016 واصطدمت بلاعبة كوريا وقدمت نزالا قويا جعل المدرب يؤكد على أهمية تواجدها في المنتخب رفقة زميلتها أسماء الراميني لا سيما أيضا بعد مشاركتها في بطولة العالم في كازخستان.
وعن الحديث عن طموحاتها قالت ريم " الآن وبعد أن قرر الاتحاد وضع خصة في اعداد المنتخب النسوي فان سقف طموحاتي لا يعرف الحدود ، أتحضر لبطولة العالم عام 2018 والتي سأثبت للجميع من خلالها أن الملاكمات الأردنيات سيكن الرقم الآسيوي الصعب ، لا سيما وأنها ستسبق التأهيل الأولمبي بسنتين لدورة ألعاب طوكيو 2020 والتي أتمنى بأن أكون أول ملاكمة أردنية تضع اسمها ضمن الفريق الأولمبي."
وعن مستوى رياضة الملاكمة النسوية أكدت ريم أن عزوف المجمتع النسوي عن ممارستها يعزى الى نقص الوعي بالرياضة وقالت " شأنها شأن أي رياضة ، تحتاج الى قوة وممارسة ، لو أنها رياضة قاسية لما سميت ب "الفن النبيل" ، وحتى على المستوى النسوي فانها رياضة بعيدة عن العنف كما يعتقد البعض ، انها رياضة تهذب النفس وتصقل شخصية الفتاة ، لقد لعبت الملاكمة دورا كبيرا في تكوين شخصيتي الحالية وأنا فخور بكوني ملاكمة."
وأكدت الشمري انها ستعمل على تشجيع الفتيات على ممارسة الملاكمة وذلك من خلال النادي الخاص الذي تملكة حيث ستقوم البطلة الأردنية بانشاء قسم خاص بتدريب الملاكمة للفتيات وتثقيف المجتمع أكثر بهذه الرياضة.
ايمانها بحكمة " افعل ما تحب ، لتبدع فيما تفعله " كان بمثابة الرسالة التي أرسلتها ريم لكل فتاة تود أن تمارس رياضة الملاكمة ، حيث أكدت على أن كل شخص عليه أن يجرب ممارسة الرياضة ليحكم عليها وأن على كل ملاكمة الآن أن تضع هدفها أمام نصب عينها وتواضب على التدريبات لتجد مكانها بين مصاف لاعبات المنتخب الوطني.
وعن هوايتها قالت ريم " هواياتي كلها تتمحور حول الرياضة ، بالأصل كنت أمارس الكارتيه ورياضة المشي ، وحتى بعد التزامي بقفازات الملاكمة الا انني احرص دائما على ممارستها ، وكيف لا وهي تلعب دورا" في رفع منسوب لياقتي البدنية."
المحبة لأكلة "المسخن" أكدت بأنها مثلها الأعلى في الرياضة هي اللاعبة الهندية ماريكوني بطلة العالم والتي استطاعت أن تتجاوز أصعب الظروف والتحديات وتخرج من عنق الزجاجة لتصبح بطلة بلا منازع في حلبات الملاكمة وقالت ريم " أود أن أواجهها يوما ما على الحلبة ، انه بمثابة الحلم بالنسبة لي."
رسالتها كانت موجهه أكثر للأهالي بضرورة الثقف حول رياضة الملاكمة النسوية وقالت " يجب على الأهالي التثقف بالرياضة قبل منع بناتهم من ممارسة الملاكمة ، أنا متأكدة بأنهم سيغيرون وجهة نظرهم حول الرياضة الأنبل في العالم."
وفي نهاية الحوار شكرت ريم كل المدربين الذي ساعدوها أثناء مسيرتها الرياضة منذ أن كانت لاعبة قوى ومنهم علي أبو داري ورائع خريسات وعصام جمعة وعز الدين عقون الذي أعاد اكتشافي وقالت " أشكر اللجنة الأولمبية ممثلة برئيسها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن الحسين الراعي الأول لكل الرياضيين وأؤكد بأن الملاكمة النسوية ستكون حاضرة بقوة في المستقبل القريب."