ماهو البرنامج الوطني لإعداد المدربين وكيف يطبق خططه
حزيران 07, 2015
هناك مقولة معروفة تقول " النجاح لا ياتي بين ليلة و ضحاها " و هذا هو الحال مع برنامج اللجنة الاولمبية الاردنية لإعداد المدربين الذي يؤكد على ان النجاح اذا جاء فإنه جاء ليستمر أمداً طويلاً.
تحليلا للمشاركة التي خيبت أمال الكثيرين في الالعاب الاسيوية هذا العام، وبالعودة للوراء قليلا وتحديدا لمشاركة الأردن بالاولمبياد نجد أن الاردن من الدول القليلة التي لغاية الان لم تحظ بشرف الفوز باي ميدالية اولمبية، لذا سنعمل على تركيز الاضواء على ما يتم العمل عليه خلف الكواليس لمحاولة النهوض بالرياضة الأردنية.
كما نعلم فإن اللجنة الاولمبية الاردنية قامت بإجراء بحث مكثف لمعرفة الاخطاء التي تسببت بعدم تحقيق أي نتائج خلال مشاركة الاردن بالعاب انشيون-كوريا الجنوبية، علما أن الوفد الاردني المشارك باكبر وفد في تاريخ مشاركاتها وقد عاد المشاركين بحصيلة ميداليات اربعة فقط.
الامر الذي وجه إنتقادات كثيرة لادارة الرياضة بالإجمال، لكن في نفس الوقت شدد على أهمية تطوير البرنامج الوطني لإعداد المدربين الذي تديره وتطبقه كوادر اللجنة الاولمبية الاردنية منذ العام 2009.
وقالت بهذا الخصوص السيدة نارين الحاج طاس، مديرة قسم المعرفة، التعليم والتدريب في اللجنة الاولمبية الاردنية :"إن البرنامج لايمكن أن يحقق تغييرا سريعا في النتائج، لكن من خلال الرعاية المدروسة والمنتظمة على المدى الطويل للمواهب عن طريق إعداد مدربين ذوي كفاءة ومقدرة أعلى فنحن بكل تاكيد سنحصل على التغيير المطلوب."
و اضافت :"نحن مازلنا في المراحل المبكرة من البرنامج الوطني مما يساعدنا على تطوير ادائنا على جميع المستويات وحسب مقتضيات المرحلة، وعلينا التحلي بالصبر والنتائج التي نتوقعها تستحق هذا الانتظار."
لقد بدات هذه الرحلة عام 2008 عندما قام صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن الحسين، رئيس اللجنة الاولمبية الاردنية، بتكليف الإتحاد الكندي للمدربين بعمل دراسة تحليلية للرياضة الاردنية لتحديد مواطن الضعف والمساعدة بتقديم الحلول لها.
لم تكن نتائج الدراسة مفاجئة للكثيرين حيث أظهرت مواطن الضعف في إعداد المدربين الاردنيين وأنهم غير قادرين على احراز نتائج على مستوى العالم أو الأقليم. مما يعني ان لاعبي المنتخبات الوطنية الأردنية لا يتلقون تدريبا مماثلا لما يتلقاه سواهم من اللاعبين الدوليين في اجزاء مختلفة من العالم. فكيف لنا اذا ان نتوقع منهم ان يحققوا الفوز أوالبطولات؟
للمباشرة بتطبيق الجزء الذي تحملت اللجنة الاولمبية المسؤولية للعمل على تطويره تم إنشاء قسم المعرفة، التعليم و التدريب في اللجنة الأولمبية الأردنية وكان الهدف إطلاق البرنامج الكندي لإعداد المدربين والذي إبتدأ ببرنامج مدته عامين لتدريب وإعداد 13 ميسراً للتعلم.
و اوضحت نارين قائلة:" هؤلاء هم المحاضرين الذين سيديرون البرنامج لذلك إستغرق إعدادهم عامين للتاكد من انهم قادرين ومؤهلين تماما لتدريب المدربين. وهؤلاء المحاضرين تم تنسيبهم من قبل الاتحادات الرياضية الوطنية، وتدربوا على أيدي محاضرين أكفاء كنديين ليستلموا دفة تدريب المدربين الوطنيين في انحاء المملكة." بعد تأسيس المدربين حان الوقت لوضع البرنامج قيد التطبيق، لذا في العام 2009 تم عقد الدورة الاولى للمدربين من مختلف انحاء القطاع الرياضي بإشراف كوادر محاضرين أردنيين.
وتحدثت نارين حول الدورة: "أعتقد ان المدربين كانوا غير واثقين في بداية الدورة، لكن بعد ان الإنتهاء من كل دورة كانت ردود الأفعال دوما إيجابية. إن المعلومات التي يتم تدريسها من خلال البرنامج لاتركز على قدرات المدربين الفنية في الرياضة التخصصية وانما على تزويد المدربين بإطار عام من العلوم المتخصصة في التدريب الرياضي مثل المكانيكية الحيوية، التغذية، القدرات الرياضية والقيادة و غيرها."
"ان تغيير الافكار والأساليب التدريبية يحتاج الى وقت ولكن استطيع ان اقول ان اكثر من 70% من المدربين الذين التحقوا بهذه الدورات يؤمنون حقا بقيمتها. وأن بعض المدربين الذين يعملون منذ 30 عاما أثنوا على المفاهيم والتقنيات الجديدة التي تم تدريسها لهم."
البرنامج يتكون من خمسة مستويات، وينقسم المستوى الثالث الى قسمين. لقد شارك في البرنامج ما يزيد على 150 مدرب حتى نهاية 2014 ووصل ما يقارب 27 مدرب للمستوى الثالث (المتقدم).
ونود التنويه أننا بدأنا نلمس بعض النتائج كمحصلة للمرحلة السابقة في الملاعب، حيث ان عدد من اللاعبين الذين تم تدريبهم من قبل المدربين المشاركين بالبرنامج قد تميزوا على المستويين العربي والاسيوي، وتقول نارين ان هناك المزيد من النتائج المبهرة التي ستظهر قريبا إنشاء الله.
و اضافت: "سنعقد في عام 2015 اول دورة من المستوى الرابع بمشاركة 25 مدرباً ويعد المستوى الرابع أنه مرحلة لإعداد مدربيين للأداء العالي ويشتمل على 10 مناهج جديدة. وهو خطوة كبيرة لتطوير البرنامج وللمتدربين."
و بما ان اللجنة الأولمبية الأردنية تعمل من خلال جميع كوادرها على التطوير فان هناك في الافق مقترح أخر لمشروع للجنة الاولمبية الاردنية لتطوير اللاعبين على المدى البعيد.
نارين قالت:" اننا طموحين و نؤمن في البرنامج، حيث انه يساعد على تطوير الرياضة الأردنية من خلال العمل على تأهيل مدربين أكفاء، انه طريق طويل و لكننا نعمل بشكل طموح ومدروس."
لا نستطيع في كثير من الاحيان رؤية ما يحدث خلف الكواليس بالنسبة للرياضة، و لكن هذا البرنامج يثبت ان اللجنة الاولمبية الاردنية لا ترضى باقل من الافضل و هي تقوم بدورها على اكمل وجه.