حوار مفتوح من داخل أروقة اللجنة البارالمبية الأردنية
كانون الاول 22, 2014
انجازات غير مسبوقه شهدتها الرياضة البارالمبية الأردنية منذ عام 1984
قامت اللجنة الاولمبية الاردنية بزيارة الى اللجنة البارالمبية الاردنية التي تقع في مدينة الحسين للشباب، حيث التقت بمجموعة من اللاعبين القدوة الذين لا تعيقهم كلمة "رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة" ووقفت عند أهم محطات حياتهم اضافة الى الحديث المشوق عن تاريخ اللجنة البارلمبية.لن تحتاج لوقت طويل حتى تدرك ان مصطلح " ذوي الاحتياجات الخاصة" لا مكان له في اللجنة البارالمبية الاردنية، حيث ان اللجنة البارالمبية ومنذ عام 1981 قامت بتطوير آليه عملها لتصبح من المنظمات الرائدة من نوعها في العالم. عند زيارتك لها ستجد عائلة واحدة مكونة من لاعبيين ومدربيين واداريين مجتمعين وكلهم حماس للمشاركة في البطولات الدولية ورفع العلم الأردني عاليا فيها.
اللجنة البارالمبية الأردنية والتي يرأسها صاحب السمو الملكي الامير رعد بن زيد ، تشهد هذه الأيام حركة دؤوبة من قبل جميع القائمين عليها لاسيما مع اقتراب المشاركات المؤهله لألعاب ريو البارالمبية والتي يفصلنا عنها قرابةالثمانية عشر شهرا حيث يتوقع مشاركة ما لا يقل عن عشرة لاعبين يحتلون قائمة افضل لاعبين العالم في رياضاتهم المختلفة.
نجاح اللجنة البارالمبية الأردنية ، والذي يتغنى به كل الأردنيين، القاصي والداني لم يحدث بين ليلة و ضحاها، و انما هو جني ثمار تعب و جهد بدأ منذ 33 سنة عندما أوجد صاحب السمو الملكي الامير رعد بن زيد اللجنة البارالمبية عام 1981 ووضع رؤيته في أن يكون الأردن رائدا في المشاركة وتطوير رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة على الخارطة العالمية ، حيث حرص سموه منذ رئاسته التي تستمر حتى يومنا هذا على الوقوف خلف أصحاب الاحتياجات الخاصة وصقل مواهبهم ليكونوا جنودا للأردن في البطولات العالمية.
السيد جاسر النويران ، المدير الفني للمنتخبات الأردنية ،و الذي بدا عمله في اللجنة البارالمبية منذ 1983 تحدث عن التحولات الكثيرة التي شهدتها الرياضة البارالمبية الأردنية على مستوى العالم، مؤكدا انها ساعدت على على رفع مستوى الوعي لدى الناس بماهية رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة التي تحيط بهم وقال " لم يكن المجتمع الأردني مدركا لرياضات ذوي الاحتياجات الخاصة في البداية ، كان يجب أن يكون هناك طريقة لزيادة الوعي لدى المجتمع الأردني بماهية هذه الرياضة، وقد كان للانجازات التي حققها اللاعبون الصدى القوي الذي جعل من المجتمع الأردنيمجتمعا متفهما ومدركا لهؤلاء الأبطال ، نعم اننا نشهد دعما معنويا الآن وهذا يعزى للنتائج الطيبه التي حققها الفريق الأردني على مدار المشاركات السابقة."
وعن التحضير للمشاركة في دورة الألعاب البارالمبية ريو 2016 تحدث السيد جاسر نويران قائلا:" لدينا متسع من الوقت للتحضير للالعاب البارالمبية ،ومن المتوقع ان يتأهل 14 لاعب للمشاركة في العاب ريو ، حيث ستبدأ في العام القادم المشاركات المؤهله للألعاب وستكون سنة مهمة لكل اللاعبين الذين يحلمونبالتواجد ضمن الفريق المشارك لذلك نعمل جاهدين للتأكد من تواجد أردني كبير في المحفل الرياضي. أما بالنسبة لسنة الالعاب وأقصد هنا 2016 فسيكون لدينا الوقت للتركيز أكثر على التدريبات المكثفة بعد معرفة الأسماء المشاركة."
نويران الذي عاشر كل ما يتعلق بالرياضات البارالمبية بدا مبتسما حين تذكر الدعوة التي تم ارسالها عام 1984 للاردن للمشاركة في اولى الالعاب البارالمبية و التي اقيمت في انجلترا، والتي تختلف كليا عن السابق على حد تعبيره. حيث يصفطبيعة المشاركات الأردنية قائلا :" في السابق كانت مشاركاتنا تقتصرعلى المشاركة والحضور فقط و لكن الان اصحبت مشاركاتنا من اجل الحصول على نتائج، و خلال فتره قصيرة أثبت الأردن علو كعبه في المشاركات من خلال الانجازات الكبيره التي حققها،فلم يعد التأهل سهلا كما كان في السابق فقد اصبح يخضع لنتائج معينة ليس سهلا الحصول عليها، و لكننا نعمل بكل جد لارسال اكبر وفد بارالمبي الى العاب ريو في التاريخ."
و بعد النجاح الذي حققه لاعبي البارالمبيك خلال الالعاب الاسيوية باحراز 9 ميداليات ملونة، يتوقع الان ان يتأهل عدد منهم للمشاركة في العاب ريو في كل من رفع الاثقال و العاب القوى و كرة الطاولة. ومن المتوقع ان ينافس الاردن في رياضة الرماية بعد اطلاق المبادرة الجديدة لتشجيع المحاربين القدامى لممارسة هذه الرياضة.
و تحدث عنها نويران قائلا:" نحن نعمل بشكل وثيق مع رابطة جمعية المحاربين القدامى من اجل تحديد المواهب التي يمكن ان تنافس على مستوى عالي في هذه الرياضة، و نتوقع ان ندرب ما يقارب ال 30 شخص في عام 2015."
و اشار نويران في حديثه الى ان هناك ما يقارب من 500 لاعب يتنافسون بانتظام في الرياضات البارالمبية في الاردن من خلال 12 نادي – خمسة منهم للاشخاص الذين يعانون من اعاقات جسدية و خمسة للصم و اثنين للمكفوفين- بالاضافة الى 25 لاعب من النخبة الذين يتدربون في مرافق اللجنة، حيث تتضمن اللجنة ايضا رياضات مثل كرة السلة للكراسي المتحركة و كرة القدم الخاصة بالمكفوفين.
وبالحديث عن اللاعبيين النخبة نتطرق هنا للاعبة الأولمبية مها البرغوثي، و التي ما تزال تحتفل بسجل ذهبي كأول أردنية حاصلة على ميدالية بارالمبية ذهبية في العاب سيدني 2000 في رياضة تنس الطاولة لاصحاب الكراسي المتحركة حيث لم يتكرر انجازها الذهبي حتى الآن، وبهذا الانجاز الفريد اصبحت البرغوثي ايقونة تنس الطاولة لذوي الاحتياجات الخاصة حتى مع بلوغها سن ال 51 عاما حيث ترى ان موقعها التي وصلت له اكبر بكثير من الرياضة فقط الامر الذي يجعل طموحها بلا نهاية.
و تحدثت مها البرغوثي قائلة:" انني ادرك المسؤولية الملقاة على عاتقي كوني مثال يحتذى به للناشئين، كما ادرك تماما ان الانجازات التي احققها هي مصدر الهام للاشخاص الذين يظنون ان احتياجاتهم الخاصة قد توقفهم عن تحقيق النجاح. لا يوجد عجز في الرياضة، اننا جميعا هنا لاعبين و نتدرب بجهد لكي نصبح افضل ما يمكن، و العجز كلمة لا نعرفها في هذا المكان."
ان قصة مها البرغوثي قصة ملهمة للجميع، فهي صاحبة رقم قياسي في بطولة العالم لسباق الكراسي المتحركة لسباق 200 م و التي اقيمت في المانيا عام 1995 ، و لكنها قررت ان تتحول الى رياضة تنس الطاولة حيث انها لا تزال في المرتبة الثانية على العالم في فئتها.
و اضافت مها البرغوثي برسالة للشباب:" لا تسمح للعجز ان يمنعك من ان تصبح بطلا. ان المنافسة في الرياضة اعطتني الحياة،و هو ما اشجع عليه الاباء ليفعلوه لابنائهم، فعندما يكسب الشخص صاحب الاحتياجات الخاصة الثقة و الدعم من عائلته يمكن له بسهولة ان يظهر للاخرين انه ليس عبئا على احد."
و بهذا غادر وفد اللجنة الاولمبية الاردنية ابطال العالم واصحاب الارقام العالمية و الميداليات و بعد هذه الزيارة اصبح واضحا ان دور هؤلاء اللاعبين يتجاوز مفهوم الرياضة فهم ابطال المجتمع الذين كسبوا احترام و تقدير الجميع .