الجمباز الأردنية وسنوات من التكاثف للوصول للعالمية
ايار 18, 2015
عل اول ما يخطر لك عندما تذكر لعبة الجمباز هم الاعبين والاعبات الذين يقومون باداء تلك الحركات الرياضية الصعبة والتي تخطف الابصار لمجرد متابعة كيفية أدائها. أجهزة متنوعة يقوم رياضي الجمباز بأبهار الأعين بمجرد توليهم تلك الحركات البهلوانية. لقد أصبحت رياضة الجمباز تحتل مكانة كبيرة من حيث المتابعين في العالم حيث أكدت الاحصائيات أن تذاكر الجمباز من أولى التذاكر التي تنفذ في كبرى البطولات العالمية والأولمبية.
لكن ما لا يعرفه الكثيرون انه للوصول لهذا الاداء هناك سنوات من التحضير والجهد والعمل الجاد والمخلص. ولنتعرف اكثر عن هذه الرياضة قامت اللجنة الاولمبية الاردنية بزيارة الاتحاد الاردني للجمباز لمعرفة المزيد ولنسلط الضؤء على هذه الرياضة .
وفي مقر الاتحاد الذي جهز بشكل جيد قابلنا اشخاص متفاوتي الاعمار فهناك من هم بعمر الثلاث سنوات يخطون خطاهم الاولى في لعبة الجمباز يتعلمون الانضباط والاخلاق التي تمثلها رياضة الجمباز وهناك ايضا لاعبين سابقين اعتزلوا اللعبة ويعملون الان كمدربين .
وقصة اتحاد الجمباز تعكس قصص الاتحادات الرياضية الاخرى ، حيث كانت تعمل بشكل روتيني حتى جاءت صاحبة السمو الملكي الاميرة رحمة بنت الحسن و امسكت بزمام امور الاتحاد و ذلك عام 1995 و قادته للاتجاه الصحيح ليصبح من الاتحادات الرياضية المعترف بها دوليا و مركزا للتميز ، اذ خطط الاتحاد بقيادة سموها للمدى البعيد مرتكزا على استراتيجيات من شأنها أن تعزز الرياضة في الأردن ، وقد كانت السنوات السابقة شاهدا على التميز الذي انفردت به الجمباز الأردنية.
و بعد عشرين عاما من العمل الجاد اصبح هنالك ابطال للاردن في رياضة الجمباز على المستوى العربي و الاسيوي و العالمي، فضلا عن ان الرياضة مستمرة في ازدهارها.
السيدة نهى حتر، امين عام سر الاتحاد الاردني للجمباز، تحدثت قائلة " نحن نفخر بانجازاتنا على مدار العشرين سنة الماضية، و نحن هنا عائلة ، فكما ترون هناك اطفال يبدأون رحلتهم هنا منذ نعومة أظفارهم بالاضافة الى لاعبيين سبق لهم أم مثلوا المنتخب الوطني ويعملون كمدربين في الاتحاد."
و تشير السيدة نهى الى ان هؤلاء المدربين الذين تتحدث عنهم لم يتفوقوا في الرياضة فقط حيث انهم انهوا دراساتهم بتفوق ايضا ومثالا لهم جاد مزاهرة و الحاصل على لقب كاس العالم سابقا، حيث تخرج مؤخرا بدرجة الماجستير. وهو ليس الوحيد فقد تم تقديم عددا من اللاعبين السابقين الذين يحملون شهادات في الهندسة و العلاج الطبيعي و المحاسبة و غيرها الكثير.
و تحدثت السيدة نهى حول هذا الموضوع قائلة:" ان هذا الموضوع مهم جدا بالنسبة، فنحن ندرب اللاعبين من عمر صغير جدا لذا نحرص كل الحرص على ان تكون دراستهم هي الاولوية لهم ، فهي من جانب اخر تظهر ان التميز في الرياضة و الدراسة يمكن ان يجمع بينهما اللاعب. " و اضافت:" ان سلامة لاعبينا من اولوياتنا و هو يتصدر أولوياتنا في كل ما نقوم به من امور، ونحن فخورين بسجلنا الآمن في هذا المجال."
هذا و يعمل الاتحاد بجد لتوفير الاجهزة و المعدات المطلوبة لتدريب اللاعبين من خلال الدعم المالي المقدم للاتحاد و صرفه بالطريقة الصحيحة، حيث تم تجهيز مقر الاتحاد بافضل الاجهزة على مستوى العالم العربي، وفهناك اجهزة للاطفال الصغار من عمر 3-7 سنوات بالاضافة الى القاعة الرئيسية لتدريب نخبة اللاعبين والمنتخبات الوطنية .
و قالت السيدة نهى عن مقر الاتحاد:" نحن نقوم بصيانة للاتحاد بشكل دوري لنضمن ان يبقى بصورة جيدة و كانه جديد، لدينا ايضا في الاتحاد قاعة لانتظار الاهل حيث لا يسمح لهم بدخول القاعة اثناء تدريبات اولادهم."
و يوجد على جدار اخر في قاعة التدريبات صور لابطال الجمباز السابقين بما فيهم ياسمين خير التي تجسد الفرق الذي تحدثه رياضة الجمباز في المجتمع ككل.و تحدثت عنها السيدة نهى قائلة:" ان ياسمين بطلة جمباز رائعة وبعد ان كبرت اتجهت لتصبح لاعبة في المنتخب الوطني النسوي لكرة القدم، و هناك ايضا العديد من لاعبي الجمباز الذين اتجهوا لرياضات اخرى مثل السباحة و التايكواندو و اصبحوا ابطالا فيها مما يجعلنا فخورين جدا."
و بالاضافة الى وجود جو عائلي رائع فهناك ايضا انسجام واضح في الاتحاد، لقد تجنب الاتحاد العناوين السلبية التي طالت بعض الاتحادات الرياضية الاخرى وعللت السيدة نهى هذا بقولها:" لا يوجد خبير بالجمباز من اعضاء مجلس ادارة الاتحاد، و لا يوجد اي عضو لديه مصالح مالية او صراع مع الرياضة، وكل واحد منا يشارك بخبراته الشخصية ونترك امور ادارة الرياضة للمدربين و المسؤولين الذين يعملون في الاتحاد."
ومع وجود اكثر من 60 صبي وفتاة يتدربون من صغرهم في الاتحاد هناك عدد كبير ايضا يتدرب في مرافق الاتحاد الموجودة في مدينة الزرقاء الأمر الذي يؤكد استمرارية رياضة الجمباز وبأن لها مستقبل كبير في الاردن بالاضافة الى وجود خطط لتشمل مدينة اربد.
في النهاية ، الشيء الآخر الذي نستطيع أن نؤكده ، أن رياضة الجمباز في الأردن ارتقت الى مستويات عالمية وأثبتت علو كعبها على جميع الأصعدة الا أنها بحاجة الى وقفة جماعية من قبل جميع المسؤولين للحفاظ على سير التقدم المهني والفني لها.