" اريد المزيد من الميداليات ولا اريد الشفقة
كانون ثاني 09, 2015
بطلتنا اليوم هي بطلة غير عادية ترفع لها ولامثالها القبعة ، مها البرعوثي البطلة البارالمبية تستحق الاحترام والتقدير ، انجازاتها حاضرة وصاحبة اول الميدالية الذهبية الاولى والوحيدة للاردن في دورات الالعاب البارلمبية، وتبلغ مها من العمر 51 عاما وتتحضر حاليا لخوض غمار منافسات الالعاب البارلمبية القادمة في ريو عام 2016 وهي صاحبة المركز الثاني في التصنيف العالمي في التنس في فئتها وتقول مها " انها على ثقة بتكرار انجازها في سيدني عام 2000 وتحقيق الميدالية الذهبية في ريو 2016 .
وبالرغم من انجازاتها الكثيرة الا انها تسعى لانجاز اخر وهو تغيير طريقة تفكير المجتمع تجاه الرياضة البارالمبية والذي برايها سياخذ وقتا طويلا بعد اعتزالها والذي سيكون بعد مشاركتها في العاب ريو
و تحدثت مها البرغوثي قائلة:" طوال حياتي العملية و انا اعمل جاهدة من اجل تغيير الفكر حول الاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، و هو الامر الذي لم يكن سهلا ابدا، و على الرغم من انجازاتي الا اننا ما ازال ارى شفقة الناس عندما ينظرون الي. انا لا ارى نفسي من ذوي الاحتياجات الخاصة ابدا ، فانا اريد ان احقق المزيد من الانجازات و المزيد من الميداليات و لا اريد شفقة."
و اضافت :" انا اشجع للاشخاص الذين في مثل وضعي و اقول لهم ان لا يبقوا في منازلهم و عليهم ان يتحدوا الصعاب و يتغلبوا على مشاكلهم بان يبرزوا في المجتمع و ان يظهروا قدراتهم، ان الوضع في تحسن حيث ان هناك العديد من الفرص في الاردن و اصبحت الرياضة البارالمبية مهمة، على الرغم من ان الطريق مازال طويلا."
ان قضاء الوقت بصحبة مها كان ذو فائدة كبيرة، ابتسامتها رائعة و شغفها بالرياضة و بلدها كبير لا حدود له، ولم يكن حديثها عن تجهيزات افضل او نقود اكثر و انما كان حول تشجيع الاخرين ليكونوا افضل و ليحققوا افضل الانجازات، و هو الامر للاسف الذي اصبح نادرا في الرياضة في الوقت الراهن.
ان قصة التحدي التي عاشتها مها تعود الى ثلاثة عقود مضت عندما بدات كلاعبة تنس طاولة و متسابقة على الكراسي المتحركة، و قد حطمت الرقم العالمي في بطولة العالم عام 1995و عندها ولدت النجمة لتكمل مسيرتها.
و لكنها قررت ان تركز على تنس الطاولة في عام 1997 و كانت تتطلع لاولمبياد سيدني. وتحدثت حول الالعاب قائلة:" خلال التحضيرات لالعاب سيدني فزت بثلاث ميداليات وكانت خلال دورة الالعاب العربية في عمان وكانت في السنة التي تسبق الالعاب وعرفت حينها انني العب بطريقة معينة ستساعدني على الفوز، و لكن العاب سيدني كانت شيء مختلف تماما، ان رفع العلم الاردني لانني فزت كان نقطة التحول في حياتي ، و لازلت احلم بتلك اللحظة."
اما الان فان رحلة اللاعبة مها سوف تنتهي بعد العاب ريو، و بعد ان تنهي حياتها الرياضية ربما سنشاهدها كشخصية مبدعة في المجتمع لقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة في الاردن.